نصيحتي لكم بعد تجربتي مع عالم الأبراج

رغم مرور أكثر من عشرين عاماً على تجربتي الأولى مع الأبراج , إلا أنني لم أتوقف يوماً في البحث والتـفكّر في طبيعة البشر وماهية العوامل التي تؤثر في صفاتهم وأخلاقهم. تجربتي الأولى تعلقت بالصفات المشتركة بين أصحاب البرج الواحد وأصحاب الأبراج ذوي الطبيعة الواحدة , ولكن هل صفات الأبراج تكفي للحكم على العلاقة بين البشر؟! أو هل هذه الصفات تكفي لإتخاذ قرار حاسم بالإرتباط بعلاقة زوجية مع شخص معيّن؟! الجواب المختصر لهذه الأسئلة هو النفي القاطع, لأنّ دراسة صفات الأبراج ليس لتحديد العلاقة بين البشر , وإنما للمساعدة في التعرف على الآخرين وفهم تصرفاتهم بشكل أعمق من قبل.

أما إذا كنّا نبحث عن الأسباب الكافية لاتخاذ القرار الحاسم في الإرتباط الزوجي مع إنسانٍ ما , فعلينا البحث في العوامل التي تؤثر سلبياً وإيجابياً في أخلاقيات البشر, وذلك حتماً لا يتعلق بالكواكب أو النجوم وإنما بالشيطان وقوة تأثيره علينا من خلال العلقة السوداء التي تنمو في قلوبنا بحسب تصرفاتنا في الحياة! لقد حاولت أن أشرح حقيقة العلقة السوداء وتأثيرها على نفوسنا البشرية من خلال بحث كامل أضيف في هذا الموقع ضمن الأبراج النفسية أكثر الأبراج واقعية ودقة والتي أخِذَتْ أفكارها من القرآن الكريم.

هل سأكون سعيداً إذا تزوجت من الشخص الفلاني؟

يتكرر هذا السؤال كثيراً في استفسارات زوار موقع شبكة الأبراج , لأنهم دائماً يبحثون عن السعادة , ولكن قبل أن نحاول في البحث عن ذلك الجواب, علينا أن نبحث عن مفهوم السعادة الحقيقي , وقد نقلت من أحد الكتب المختصة بالسعادة ومفهومها والذي سيُفيدنا كثيراً في إيجاد جواباً لمفهوم السعادة الحقيقي.

مفهوم السعادة الحقيقي؟

هل السعادة هي المرح واللذة والتمتع؟ هنالك خلط كبير لدى الكثيرين بين مفهومي السعادة والتمتع , فأنت تتمتع باللذات , ولكن لا يعني ذلك أنك بالضرورة سعيد بها بل ربما لا يوجد قاسم مشترك بين الأمرين. فاللذة هي ما تشعر به خلال فعلٍ ما , وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللهو , فأنت تشعر باللذة حينما تأكل طعاماً لذيذاً , وأنت تشعر بها حينما تمارس الجنس , وتشعر بها حينما تلعب أو تسبح , أو تقوم بأي نوع من أنواع اللهو .. أما بعد أن تنتهي من الأكل فلا تشعر بشيء .. وبعد أن تنتهي من ممارسة الجنس , فقد تشعر بردة فعل غير محبّبة. وإذا استعرضنا كل اللذات التي مررنا بها في الماضي, وكل أنواع اللهو التي مارسناها في طفولتنا أو شبابنا, فهي لا تعطينا مقدار شعرة من اللذة الآن .. إن اللهو تشعر به حينما تمارسه .. أما السعادة فتشعر بها بعد انقضاء الفعل , وهي إحساس أعمق وأكثر ديمومة من اللذة العابرة.

إن الذهاب إلى منتزه للتسلية أو إلى مباراة في الكرة , أو مشاهدة فيلم سينمائي, أو برنامج تلفزيوني كلها نشاطات لاهية تعيننا على الاسترخاء إلى حين , ونسيان مشاكلنا. وقد تجعلنا نضج بالضحك. لكنها لا تأتينا بالسعادة لأن آثارها الإيجابية تتلاشى بمجرد أن يتوقف اللهو.

إن تشبث الناس بوهم أن الحياة المترعة باللهو , والخالية من الألم, تساوي السعادة يقلل فرص بلوغهم السعادة الحقة. فموازنة اللهو والمسرّة بالسعادة هي مثل موازنة الألم بسوء الحظ , لكن الحقيقة أن خلاف ذلك صحيح: فالأمور المفضية إلى السعادة تشتمل في غالب الأحيان على مقدار من الآلام. ويترتب عن ذلك أن أناساً كثيرين يتحاشون المساعي التي تتضمن ينبوع السعادة الفعلية , إنهم يرتعدون خوفاً من الألم الذي تحمله بعض الأمور كالزواج, وتنشئة الصغار, والنجاح المهني, والإلتزام الديني, وعمل الخير , والتحسين الذاتي.

فالسعادة قد تصاحبها آلام مبرحة .. فالأم في حالة الولادة تشعر بألم مضني, غير أنها تكون في أسعد لحظات حياتها , لأنها تضع مولوداً .. وهي إذ تنتهي من عملية الولادة, وتطمئن إلى صحة مولودها, تفرح ملء قلبها, بالرغم من أنها لا تزال تعاني من الآلام. والحق إن من لا يريد أن يتألم فهو لا يريد أن يشعر بالسعادة..

هل السعادة هي الثروة والغنى؟

هل السعادة هي جمع المال؟ خاصة أن الناس جميعاً يحبون المال, ويرغبون في جمعه ابتداءً من الطفل الصغير , وانتهاءً بالشيخ الكبير, فكلنا يعرف قيمة المال , ولذلك فجميعنا يبحث عنه, ويحرص عليه, ويبخل به. ونحن جميعاً نحتاج إليه لكي نوفر به حاجاتنا في المأكل والملبس والمسكن .. فإذا لم تكن تملك الدينار والدرهم فمن أين تأكل؟ وكيف تتزوج؟ وماذا تفعل؟ هل المال هو مادة السعادة , كما يظن البعض؟ والجواب : إن المال شيء , والسعادة شيء آخر, ولذلك فإن كثرة المال لا تعني أبداً كثرة السعادة , بل إن المال ربما يسبب التعاسة لصاحبه, فحينما يُصبح هدفاً , ويتجاوز عن الحاجة, يفقد قيمته, حيث يستعبد صاحبه بدل أن يُحرّره.

لربما كان المال سبباً للسعادة , إذا ما بذله صاحبه في خير نفسه, وخير الناس لأن المال لا ينفعك حتى يُفارقك وهو يكرم صاحبه ما بذل , ويُهينه ما بخل. وفي الحقيقة فإنه لا يوجد دكان يُمكنك شراء السعادة منه بالمال, فأية قيمة للمال إذا فقدت في سبيله الصحة, والشباب, والنشاط, والحب والوطن والأمن؟

هل السعادة في الدنيا دائمة ومطلقة؟

يقول أحد الحكماء : ” إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً .. فنحن جميعاً نعرف أن الدليل الوحيد على تمتعنا بكامل قوانا العقلية يكمن في قدرتنا على الشعور بالتعاسة , عندما نفاجأ بحدث يُعكر صفو حياتنا .. إن الحياة الحقيقية هي السعادة التي نشعر بها من بعد حزن .. هي في صفاء النفوس من بعد خلاف .. هي في الحب بعد العراك الذي ينشب بين الزوجين .. هي في النجاح الذي نصل إليه من بعد فشل .. هي في الأمل الذي يملأ صدورنا بعد أن نكون قد يئسنا من حياتنا وكل ما تحمله لنا الحياة .. هذه هي الحياة , وهذه هي فلسفتها ..”.

فلا وجود للمُطلق في هذه الدنيا, فلا راحة مطلقة, ولا صحة مطلقة, ولا لذّة مطلقة .. والسعادة ليست استثناءً من تلك. صحيح أن الإنسان يتوق إلى المطلق, ويرغب في امتلاك كل ما يخطر على باله من أسباب السعادة, ولكن من الأفضل أن يستعيض عن البحث عن السعادة المطلقة , بالأمل المطلق .. إن الأمل بيوم أفضل من يومك, وحياة أكرم من حياتك, ليس مجرد وقود للحركة والنشاط, بل هو أيضاً سبب رئيسي للسعادة.

السعادة رحلة وليست محطة

ليس هنالك وقت محدد, أو عمر محدد, أو مكان محدد, أو حتى سبب محدد للسعادة .. فلا تنتظرها في أهداف محددة, بل ارحل معها من مكان لمكان, ومن زمان لآخر.. فأنت يُمكن أن تكون سعيداً في كل الأوقات, وفي كل الحالات, وفي كل الأماكن .. إن كل شيء مهما كان (صغيراً) إذا منحك الشعور بالسعادة فهو سبب (كبير) لها .. كذلك الأمر بالنسبة إلى المكان, فلرُبّ غرفة صغيرة في بيت ريفي, تمنحك من السعادة أكثر مما يمنحك إياها قصر منيف على ضفاف البحر .. تعلّم من الأطفال, فهم يسعدون بأمور صغيرة نعتبرها نحن الكبار (تافهة), ولكنهم يعتبرونها كبيرة بمقدار ما تمنحهم من الشعور بالسعادة.

لقد كنا في أيام الطفولة لا نملّ السعي والحركة لتحقيق أهدافنا, وكنا نعتقد أننا إذا وصلنا إلى غاياتنا فسوف نجد كلّ الارتياح, ولكننا كنا نُصاب ببعض الخيبة بعد وصولنا, فكنا فوراً نبحث عن أهداف أخرى, ونبحث عن تحقيقها, ونعود من جديد إلى الحركة والنشاط.. كنا نقفز من هدف إلى آخر, والسعادة التي كنا نشعر بها كانت في الرحلة للوصول إلى الأهداف, وليس في بلوغها, فكان كل هدف نصل إليه يُشبه منزلاً نرتاح فيه بشكل مؤقت لكي نواصل الرحلة منه إلى غيره.

فالمرء يجد كل المتعة أثناء الرحلة, لأنها تمثل الإبداع والحركة, والشوق .. وفرح الرسام باللوحات التي يرسمها ينتهي مع انتهاء الرسم, كذلك الأمر بالنسبة إلى المؤلف, والمخترع , والعالم .. لا تكتمل السعادة لإنسان إلا إذا توفرت له ثلاثة أشياء: شيء يعمله , وشيء يُحبه, وشيء يطمح إليه .. ومع فقدانه لأي واحد منها يفقد السعادة.

إن السعادة تكمن فيما تبحث عنه, وليس فيما تحصل عليه. فهي تلك اللذة التي تريد الحصول عليها, أما التي نلتها وقضيت منها وطرك فقد انتهى أمرها. فالسعادة هي من الشوق نحو تحقيق ما تصبو إليه النفس, أكثر مما هي في الحصول عليه.

السعادة الحقيقية والمطلقة سنجدها فقط في الجنة

السعادة أن تعيش النفس الرضا والسكينة … لا سعادة بلا اطمئنان, ولا اطمئنان بلا إيمان … والإيمان يمنح السعادة من جهتين: الأولى من جهة أنه يمنعك من الانزلاق في مستنقعات الفجور والجريمة, وهي أخطر أسباب التعاسة والشقاء, فلا شيء يضمن للمرء أن لا تجرّه شهواته ورغباته إلى الموبقات إذا كان قلبه فارغاً من الإيمان بربه. والثانية من جهة أنه يعطيك أهم شرط من شروط السعادة, وهو الإطمئنان, ففي بحر المشاكل والأزمات لا مرساة للنجاة سوى الإيمان, فمن دون الإيمان تزداد عوامل الخوف والقلق, أما مع الإيمان فلا شيء يستحق الخوف سوى مقام الله تعالى. فالقلب المؤمن يستهين بكل الصعاب, لأنه يتوكل على الله. والقلب الفارغ من الإيمان كورقة مقطوعة من غصنها, تتلاعب بها الرياح الهوجاء. ترى أي شيء يُخيف الإنسان أكثر من الموت والرحيل عن هذه الحياة؟! إنه عند المؤمن ليس عامل خوف, بل عامل اطمئنان أيضاً فما أنفع الموت لمن أشعر الإيمان والتقوى قلبه. يُخطئ من يظن أن السعادة هي في التخلص من الإيمان, والبحث بدل ذلك وراء الملذات العابرة. فما قيمة لذة, تعقبها ساعات من المعاناة؟ وما قيمة وردة, إذا كان الوصول إليها يغرقك في مستـنقع؟ حقاً إن من يبحث عن اللذة من دون الالتزام بالمسؤولية, ولا مراعاة للحدود والمقاييس, قد يُعاني من الشعور بالتعاسة لفترة طويلة. فالطفل الذي يأكل كمية كبيرة من الحلويات, لأن فيها طعم السكر, سيُعاني كثيراً من الحرمان من كل ما لذّ وطاب عندما يُصاب بتآكل أسنانه.

لا سعادة بلا اطمئنان

هل السعادة هي جمع المال؟ خاصة أن الناس جميعاً يحبون المال, ويرغبون في جمعه ابتداءً من الطفل الصغير , وانتهاءً بالشيخ الكبير, فكلنا يعرف قيمة المال , ولذلك فجميعنا يبحث عنه, ويحرص عليه, ويبخل به. ونحن جميعاً نحتاج إليه لكي نوفر به حاجاتنا في المأكل والملبس والمسكن .. فإذا لم تكن تملك الدينار والدرهم فمن أين تأكل؟ وكيف تتزوج؟ وماذا تفعل؟ هل المال هو مادة السعادة , كما يظن البعض؟ والجواب : إن المال شيء , والسعادة شيء آخر, ولذلك فإن كثرة المال لا تعني أبداً كثرة السعادة , بل إن المال ربما يسبب التعاسة لصاحبه, فحينما يُصبح هدفاً , ويتجاوز عن الحاجة, يفقد قيمته, حيث يستعبد صاحبه بدل أن يُحرّره.

لربما كان المال سبباً للسعادة , إذا ما بذله صاحبه في خير نفسه, وخير الناس لأن المال لا ينفعك حتى يُفارقك وهو يكرم صاحبه ما بذل , ويُهينه ما بخل. وفي الحقيقة فإنه لا يوجد دكان يُمكنك شراء السعادة منه بالمال, فأية قيمة للمال إذا فقدت في سبيله الصحة, والشباب, والنشاط, والحب والوطن والأمن؟

هل سأكون سعيداً إذا تزوجت من الشخص الفلاني؟

بعد أن تعرفنا على المفهوم الحقيقي للسعادة , وعلمنا أن السعادة هي أن تعيش النفس الرضا والسكينة , وأنه لا يوجد سعادة بلا اطمئنان , ولا يوجد اطمئنان بلا إيمان … وأنه يوجد فرق كبير بين المتعة المؤقتة والسعادة الدائمة التي لا نشعر معها بأي قلق حول مستقبلنا … بعد كل ذلك , أعتقد أن الجواب على سؤالنا بدأت تتضح معالمه أكثر … هنالك شروط معينة في الشخص الذي نفكر الإرتباط به كي نكون حقاً سعداء … الشرط الأساسي هو أن يكون لديه إيمان قوي وفهم واسع بمعنى وجوده على هذه الأرض … وأن يبحث عن السعادة الحقيقية الدائمة بدلاً من اللهو الزائد عن حده …

ما المطلوب أن نبحث عنه إذاً ,إذا لم تكن هناك أصلاً سعادة دائمة في حياتنا ؟!

المطلوب أن نُغيّر مفهومنا الخاطئ حول السعادة , لأنه لا يوجد سعادة مطلقة في حياتنا على هذه الأرض , عقدة مشاكلنا نحن البشر: أننا حوّلنا الوسائل التي نعتقد أنها ستمنحنا السعادة الدائمة إلى أهداف , وضيّعنا الهدف السامي من وجودنا على هذه الأرض , فالكثير منا جعل هدفه في الحياة إمتلاك بيت واسع أو سيارة فخمة أو زوجة جميلة أو شركة ضخمة أو شهرة لامعة , وكلما حقق إحدى هذه الوسائل , لم يشبع وحرص على تحقيق وسيلة أخرى , ويظل يتقلب بين الوسائل حتى يقترب شبح الهرم منه , فيُصيبه حينئذ الندم على ما فاته في عدم معرفته للهدف السامي والحقيقي من وجوده, وهو أن تعيش نفسه حياة الرضا والسكينة في حياة الدنيا المتقلبة والمتغيرة. ولا يُمكن للنفس أن تشعر بالرضا والسكينة إلا بلقاء الله والتعرّف عليه.

” يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه ” الإنشقاق 6

السعادة الحقيقية التي يجب أن نبحث عنها أن نطمئن نفوسنا بأنها ستلقى في الحياة القادمة السعادة المُطلقة التي نبحث عنها في حياة الدنيا , سعادة بلا ملل أو مرض أو هرم أو موت …

نعم , هذا هو المطلوب أن نبحث عنه

إن كانت السعادة في جني الأموال واقتناء الممتلكات الثمينة , فإن ذلك يحدث لفترة مؤقتة ولا معنى لإمتلاك شيء ما إلى الأبد وإنما مدى الحياة أي حتى الموت , ولكن ما بعد الموت تسلب منا جميع ممتلكاتنا رغماً عنا , نعم نحن الآن نتعلم ونعمل ونتزوج وتمضي أيامنا بسرعة ونحن نلهث باحثين عن السعادة والراحة , المطلوب أن نبحث عن السعادة الحقيقية والدائمة أين يمكن أن نجدها؟! لا يوجد سعادة دائمة إذا ما كانت النهاية هي المرض والهرم والموت , إذاً , يجب أن نبحث عن السعادة التي بلا موت أو هرم أو مرض , هذه السعادة الدائمة هي فقط في جنة الخالق و فيها سنتذوق طعم السعادة الحقيقي والدائم , سعادة دائمة بلا مرض أو هرم أو تعب أو موت …. سعادة حقيقية ودائمة … إذاً , يجب أن نجاهد بكل الطرق كي نصل إلى هدفنا المطلوب وهو السعادة الحقيقية والدائمة , كيف نصل هناك , مطلوب منا أن نفهم المغزى الحقيقي من حياتنا على كوكب الأرض الزائل, المطلوب منا أن نعرف المعنى الحقيقي من الزواج والإرتباط بإنسان آخر لنكوّن أسرة معاً؟ إذا ما فهم الزوجان هذا المعنى الحقيقي حينها ستكون هناك سعادة وطمأنينة , سعادة ليست لحياة الدنيا فقط , وإنما سعادة لأننا نمضي في الطريق سوياً إلى السعادة الحقيقية , حتى لو واجهتنا صعوبات أكيدة في طريقنا , حتى لو مرضنا أو تعبنا أو أصابنا الهرم المؤكد وحتى لو قضى الموت على أجسادنا وأصبحت تراب , الأصل الذي خـُلقت منه , فإن نفوسنا ستنتقل إلى المرحلة الرابعة قبل الأخيرة إلى مرحلة حياة البرزخ الفاصلة بين حياة الدنيا وحياة الآخرة , وفي حياة البرزخ علم يقين بهدف الحياة الذي خلقنا لأجله ولكن بدون قدرة على العمل , بينما كانت حياة الدنيا عمل يقين بدون علم يقين بالآخرة ….

هل سأكون سعيدة إذا تزوجت من ذلك الشخص

الذي تقدم لخطبتي مع العلم أنني من برج كذا وهو من برج كذا؟

قبل أن تنظري إلى موضوع الأبراج , يجب التفكير بسؤال أهم : هل ذلك الشخص قادر على مساعدتي في الوصول إلى طريق الجنة: السعادة الحقيقية والدائمة؟ يجب أن لا تغرك الأسباب الأخرى التي قد تمنحك اللذة المؤقتة والسعادة الوهمية , وإنما التركيز على الأسباب التي تساعد على السير معاً إلى طريق الجنة حتى لو واجهتم بعض الصعاب خلال حياتكم المستقبلية … فكري جيداً ما الذي يُمكن أن يوصلنا إلى جنة الخالق؟ الذي يمكن أن يوصلنا إلى جنته هو رضاه عنّا , رضاه سيؤدي حتماً إلى دخولنا جنته , أما غضبه والعياذ بالله سيؤدي إلى دخولنا جحيمه وهي قمة الخسارة والندم الحقيقي والدائم !!!

السؤال التالي هو الذي يدور في خاطرنا حاليا ً هو : كيف نـُرضي الله عزّ وجل ؟ يُمكن أن نـُرضي الله إذا عشنا كما طلب منا , وإذا عاش الزوجين كما يطلب الله منهم , فسيشعرون في قمة السعادة النفسية والطمأنينة , يجب أن تكون فترة حياتهم الزوجية هي تدريب النفس وإقناعها أننا نعيش في إحدى مراحل حياتنا وأنها ستنتهي حتماً شئنا ذلك أم لم نشاء , وأن الموت ليس النهاية لنا وإنما هو إنتقال إلى مرحلة جديدة ثم إلى المرحلة النهائية …. يجب أن نتذكر ذلك دائماً … المطلوب معرفة مفهوم خطيبك عن الحياة , وهل إرتباطه أكثر في الدنيا أو الآخرة؟ أو هل يُفكر أصلاً في حياة الآخرة؟ وهل إعجابه بك أو إعجابك به هو فقط بسبب المظهر الخارجي أو الجسد الزائل؟ لأنه لو كان السبب الوحيد هو الجسد والجمال والمال , فذلك سيكون خطير , المطلوب مع ذلك أو بدونه الإعجاب بالنفس الكامنة داخلة الجسد , بالأفكار التي يقتنع فيها كل نفس منكم … يجب أن تحاولا قبل الزواج التأكد من أن أفكاركم متقاربة وتنظر في نهايتها إلى السعادة الحقيقية والدائمة إلى طريق الجنة … ويجب ان تعلما أن الهدف الحقيقي من الزواج , أن تحفظا دين الله على الأرض من خلال الذرية الصالحة…

وماذا عن موضوع الأبراج؟

موضوع الأبراج هو موضوع ثانوي وليس رئيسي , موضوع الأبراج لا يستطيع أبداً التكهن بالمستقبل كما يدّعي الكثيرون! موضوع الأبراج والذي أنشئت موقعاً خاصاً له بسبب أن الكثيرين يعتقدون أن الأبراج فيها حظ ومستقبل وسعادة وتكهن وعلم بالغيب والذي لا يعلمه إلا خالقه وخالق الكون , موضوع الأبراج هو فقط لمعرفة بعض الصفات البشرية لطبائع البشر الأربعة , الترابية والهوائية والنارية والمائية , ولكل طبيعة صفات معينة وليس تنبأ بالمستقبل , فعندما نقول أن صاحب برج الثور في الغالب عنيد , هذه صفة وليست تنبأ بالمستقبل , تماماً مثلما نقول أن طعم التفاح الأحمر حلو , هذا ليس تنبأ بالمستقبل وإنما هذا حديث عن صفة للتفاح الأحمر , وهذه المعلومة اكتسبناها بسبب الخبرة التجريبية , ولكن ذلك لا يعني أننا يستحيل أن نجد تفاحاً أحمراً حامضاً ! ولكن إذا قلت أن هذه التفاحة الموجودة على الطاولة ستقع على الأرض بعد غد وستنقسم إلى أربعة قطع متساوية ثم ستتدحرج إلى أنحاء الغرفة , فهذا تنبأ بالمستقبل المجهول والذي لا يعلمه إلا الخالق !! هل وصلت فكرة الهدف من موقع الأبراج , الهدف هو التمييز بين الصفات للأبراج وبين التنبأ بمستقبل الأبراج …

الصفات الخاصة بكل برج ليست صحيحة 100% , ولا تتجاوز صحتها عن 70% , وهي ليست الفاصل في أي علاقة زوجية, وإنما الفاصل هو التفهّم الحقيقي للحياة الذي سيتخطى أي إختلاف في صفات الأبراج … والله سبحانه وتعالى يمنح القوة لنجاح أي علاقة زوجية لأولائك الذين تزوجوا لمرضاته أولاً وأخيراً وسعوا جاهدين في السير على الطريق الذي طلبه منهم خالقهم …

نصيحتي لكم بصلاة الإستخارة

صلاة الإستخارة تعني استشارة رب العالمين والعالِم الوحيد بمستقبل ونجاح أو فشل أي علاقة زوجية , يجب إستشاره الخالق وطلب النصيحة بأي عمل مُحيّر , خاصة موضوع الزواج , ويجب تذكير الشخص المتقدم للزواج بموضوع الإستخارة , وستجدون الجواب بإذنه تعالى بعد صلاة الإستخارة , إما أن تتغلق الأبواب أمامكم أو أن تتفتح لكم الأبواب وتتيسر أموركم … إذا كانت النية صافية وخالصة لله تعالى , فتأكدوا أن الله تعالى لن يُخذلكم في الإجابة لإستشارته , هذه العلامة أو الإشارة التي ستصل إلى قلوبكم بعد الصلاة ستكون الأولى من الخالق , بعد ذلك إن تم الزواج بعون الله وبمشيئته , يجب أن نتذكر دائماً هدف وجودنا على الأرض الكوكب الزائل حتماً , وسيكون موضوع الأبراج مجرد تفهم لطباع الآخرين , يجب أن تتفهموا بعضكم البعض , وإختلاف الرأي لا يعني النهاية , يجب أن تتحاورا دائماً , ويجب أن تعلما أن المشاكل الزوجية ما هي إلا امتحان لكما , كيف ستحاولا تخطي المشاكل بالصبر والتأني والتفكّر …

كيفية صلاة الإستخارة …

فيما يلي كيفية صلاة الإستخارة للتذكير …

صلاة الإستخارة كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم : عن جابر رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعلمنا الإستخارة في الأمور كلها كما يُعلمنا السورة من القرآن يقول : (( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر و تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويُسمي حاجته – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – وعاجله وآجله – فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه . وإن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويُسمي حاجته – شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – وعاجله وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به )) – رواه البخاري وغيره – .
والمقصود يصلي العبد ركعتين لله – نافلة أو سنة – ثم يدعوا بهذا الدعاء .

إياد أبوهيبه

الرياض 23/8/2021

تجربتي السابقة مع الأبراج خلال دراستي الجامعية

من موقع مزايا

www.mazaia.com
زيارة الموقع
Translate »
Share This